
كثرت في الأيام القليلة الماضية الأقاويل عن إمكانية صدور "عفو" عن مساجين منوبة بمناسبة عيد الجمهورية و لحد البارحة هاتفني العشرات من الأشخاص مستفسرين عن الأخبار و من خرج و من لم يخرج إلى أن اضطررت في النهاية إلى غلق الهاتف.و قد وجدت اليوم على موقع فايس بوك اشاعات تفول أنه تم اطلاق سراح المساجين.
و بصفتي أخ و رفيق للسجين ضمير بنعلية و ناشط طلابي و سياسي يهمني أن أوضح المسائل التالية:
1- بعد الاعتداءات و المحاكمات و الحصار الذي طال كل المنظمات و الأحزاب و الهيئات المستقلة و سياسة الهروب إلى الأمام التي يتوخاها النظام القائم و الذي ضرب عرض الحائط بكل الدساتير و المواثيق الدولية التي تكفل الحريات, لن أنتظر ( و أظن أن رفاقي المساجين و الرفاق في الاتحاد العام لطلبة تونس يشاطرونني نفس الآراء) إطلاق سراح المساجين من سلطة احترفت التزوير و الكذب و القمع و الدعاية الممجوجة لمشاريعها المعادية للطلبة و الشعب, بل أن إطلاق سراح المساجين و إنهاء معاناة أهاليهم لن يتحقق إلا بالنضال و نكران الذات و نبذ الحسابات الحزبية الضيقة.
2- أنا أعتقد اعتقادا جازما أن من بث هذه الإشاعات و أحدث البلبلة في صفوف مناضلي الاتحاد و الحركة الديمقراطية و عائلات المساجين هو البوليس و أجهزة الداخلية و يبدو أن الحيلة انطلت على من يعقدون الأمل على هذا النظام البائد و على حنانه و عطفه.
3- تزامن الاحتفال بعيد الجمهورية بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب و القاصي و الداني يعرف أن هذه السنة شهدت أكبر محاكمة في تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس, محاكمة حوالي 20 طالبا من خيرة كوادر المنظمة و تهديد العشرات بالسجن عن طريق تلفيق تهم حق عام و طرد العشرات عن طريق مجالس تأديب سياسية حيكت خيوطها داخل مقرات الداخلية.هذا بالإضافة إلى المحاكمات التي طالت الشباب المعطل المنتفض ضد الدكتاتورية اللصوصية في الصخيرة و فريانة.
4- نحن لن نطلب العفو من أحد و سنواصل مشوارنا النضالي من داخل السجن و من خارجه و الى جانب أبناء الشعب و هذا ما قاله رفاقنا أبطال منوبة داخل قاعة المحكمة يوم 10 أفريل و التي كانت تغص بأعوان البوليس و منهم الذين شاركوا في حصص تعذيب رفاقنا.و أستحضر مداخلة رفيق دربي أنيس بنفرج وهو يبكي ليس استجداءا لهيئة المحكمة و انما شعورا بالظلم عندما قال للقاضي: إن كانت هذه المحاكمة شرعية و قانونية فلتحاكمنا على خلفية انتماءنا لأطراف سياسية غير معترف بها و قال بالصوت العالي: نحن يشرفنا الانتماء إلى تلك الأطراف و متحملين لكامل مسؤولياتنا.
5- و أخيرا و ليس آخرا أدعو كافة مناضلي الحرية و التقدم الى مزيد تحمل مسؤولياتهم و النضال من أجل اطلاق سراح المساجين مثل ما حصل مع أبناء الرديف و جعل هذا النضال ذو طابع يومي خاصة و أنه من المنتظر أن يخوض الرفاق إضرابا مفتوحا عن الطعام في الأيام القادمة.فلا يعقل أن يقاوم رفاقنا الدكتاتورية من داخل السجن و نبقى نحن مكتوفي الأيدي.
هنا علي صدوركم باقون كالجدار
و في حلوقكم
كقطعة الزجاج كالصبار
و في عيونكم
زوبعة من نار
نجوع نعرى نتحدى
ننشد الأشعار
و نملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
و نملأ السجون كبرياء
( توفيق زياد )
الحرية للمساجين
تسقط الدكتاتورية الغاشمة
يا سجين ارتاح سنواصل الكفاح